30 - 05 - 2025

عجاجيات | مستقبل مصر

عجاجيات | مستقبل مصر

إذا دققنا النظر في حال الإنسان، أي إنسان، سنجد أن كل منا هو نقطة التقاء بين ماضٍ وحاضر ومستقبل.. ماضٍ عشناه بحلوه ومره وذكرياته المبهجة والمحزنة، وحاضر نحياه بتحدياته وطموحاته، ومستقبل نجهله ولكننا نسعى لرسم ملامحه.

وما ينطبق على الإنسان ينطبق على الأمم والدول، فأي دولة هي نقطة التقاء بين ماضيها وحاضرها ومستقبلها، والدولة العاقلة الراشدة هي التي تتعلم من ماضيها، فتجتنب ما وقع فيه من أخطاء وخطايا، وتعظم ما كان فيه من محاسن، وهي أيضًا الدولة التي تعمل بكل اجتهاد وجدية لتحسين حاضرها، وهي التي تعمل وتخطط بكل إخلاص من أجل مستقبل أفضل للأجيال التي لم تولد بعد.

والمؤكد أن أي مصري عاقل ورشيد ووطني، يتمنى أن يكون مستقبل مصر أفضل من حاضرها وماضيها، ويتمنى أن ينعم أولاده وأحفاده بحياة هنية آمنة مستقرة، في قادم السنين والعقود.

وكاجتهاد متواضع، أرى أن مستقبل مصر مرهون بعوامل كثيرة؛ منها على سبيل المثال لا الحصر:

- تعظيم إنتاجنا الصناعي والزراعي، والسعي بكل جدية لإنتاج سلاحنا، ودوائنا، وغذائنا.

- إعطاء الأولوية المطلقة للتعليم؛ لخلق أجيال مزودة بمعارف وتقنيات التعامل مع المستقبل.

- الإيمان بالتخصص، وأنه لا يوجد إنسان مهما بلغ يعلم كل شيء ويفهم في كل شيء، فنحن في زمن التخصصات الدقيقة حتى في الفرع الواحد، والتخصص الواحد

وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وإسناد المناصب والمهام لأصحاب الكفاءة والخبرة.

- الإيمان المطلق بأن الكل سواء أمام القانون، بلا تفرقة أو محاباة.

- تمهيد الطريق الموصل للديمقراطية الحقة، التي تقوم على التعددية، والتداول السلمي للسلطة، واحترام حرية الرأي وحقوق الإنسان.

- الإيمان بأن الشباب هم صناع المستقبل، وهم قادة الغد، وإفساح المجال لهم للتعبير عن آرائهم وأفكارهم، ودراستها بكل جدية واحترام.

مستقبل مصر مشرق - بمشيئة الله - إذا أعطينا للعامل حقه كاملًا، وحافظنا على كرامة الفلاح.

مستقبل مصر مشرق إذا أولينا كل الاهتمام لصحة وتعليم الأجيال الناشئة والصاعدة.

مستقبل مصر مشرق إذا احترمنا سيادة القانون.

مستقبل مصر مشرق إذا ناقشنا كل الآراء، واحترمنا الاختلاف في الرأي.

مستقبل مصر مشرق إذا عبرنا عن حبنا لمصر بالعمل الجاد والمخلص، لا بالشعارات والهتافات والرقص والطبل.

مستقبل مصر مشرق إذا احترمنا ماضيها واستفدنا منه، وإذا اجتهدنا في حاضرنا، وإذا تواضعنا وأخلصنا النية ونحن نخطط للمستقبل، والأهم إذا توكلنا على الله الذي كرم مصر بالذكر في التوراة، والإنجيل، والقرآن الكريم.
--------------------------
بقلم: عبدالغنى عجاج


مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | مستقبل مصر